"صادق" : الدراما الهدامة تعرض في القنوات الخاصة وليس التليفزيون القومي .. المجتمع المصري اعتاد على العبادة قبل الإفطار وبعده يكون للأكل ومشاهدة المسلسلات .. يجب توعية الناس لإنتقاء ما يشاهدونه في رمضان وعلى الإعلام أن يقوم بدوره في تنوير العقول ..
"عز الدين" : وضع الدراما المصرية أصبح في غاية السوء بعد التركيز على الشخصيات التي تمثل الجانب السلبي .. لم يراعِ في الدراما الرمضانية أبسط قواعد الأخلاق في شهر رمضان وأصبحت مشاهد العري والعنف كأنها أمر طبيعي .. تشكل خطورة على الأسرة خاصة مع الأطفال والمراهقين بتقليد مشاهدها ..
"اللبان" : يجب إعادة هيكلة السلوكيات بالشارع المصري .. هناك إنفلات أخلاقي بالمجتمع ومهمة الدراما معالجته لبناء الدولة ومكافحة الفساد وليس الترويج للفساد ..
"الحلواني" : نحتاج نشر الأخلاق الحميدة والثقافة الإسلامية الصحيحة خلال شهر رمضان .. عرض المسلسلات الدينية ودراما الأطفال أمر ضروري للمجتمع ..
"عبد المنعم فؤاد" : مصر بلد الحضارة والقيم الأخلاقية وبلد تعاليم الأنبياء فكيف تصدر ما لا يليق بها من دراما للمشاهدين؟ .. يجب المعالجة حتى لا يصدر على مجتمعنا ألفاظ تخدش الحياء ونعكس صورة سيئة عن بلدنا لا تليق بحضارتنا ..
تحقيق : أحمد عبد الحليم رغم أن شهر رمضان أفضل شهورالعبادة وأعمال الخير، إلا أن بعض الأعمال الدرامية فيه إقتحمت عقول المجتمع المصري بأفكار غير هادفة، ليبدأ مارثون المسلسلات الرمضانية الهدامة في غياب تام للأعمال الدينية والتاريخية التي تدعو إلى القيم الأخلاقية والحضارية التي تميزت بها مصر مُنْذُ الأزَلِ، مما أدى إلى إندماج المصريين في صور عديدة من الإسفاف والعنف والعري والسحر والشعوذة والألفاظ البذيئة التي فُرضت عليهم بالدراما المصرية في الشهر الكريم من خلال القنوات الخاصة، الأمر الذي يقتضي إعادة النظر من المؤلفين والمنتجين بالتركيز على الأعمال الدرامية التي تفيد المجتمع وتحث على إعلاء القيم الدينية ومكارم الأخلاق، كما يجب منع عرض الدراما الهدامة من خلال الأجهزة الرقابية المعنية وتوعية المجتمع في إنتقاء ما يشاهدونه. توعية الناس يؤكد د. سعيد صادق ـ أستاذ علم الاجتماع السياسي ـ أن بعض أعمال الدراما الهدامة تعرض في القنوات الخاصة وليس التليفزيون القومي، وإذا لم تعرض في مصر سيتم بيعها للسوق الخليجي، مشيراً إلى أن المجتمع المصري اعتاد على العبادة قبل الإفطار أما بعده يكون للأكل ومشاهدة المسلسلات، وبالتالي لم نستطع عمل دراما كلها مواعظ لأنه غير مطلوب في المجتمع، لذا يجب توعية الناس لإنتقاء ما يشاهدونه في رمضان، وعلى الإعلام أن يرسل للمشاهد رسائل تعليمية وتنويرية ترتبط بالواقع الاجتماعي والعادات والتقاليد ومشاكل المجتمع، لافتاً إلى أن الإعلام مفتوح على العالم ويؤثر على الأطفال والمراهقين، كما أن التأثير يتوقف على الشخصية وعوامل كثيرة تؤثر على السلوك وتأثير الإعلام على الفرد، فيجب تفعيل دور الأسرة والمؤسسات التعليمية في التوعية، معلقاً على مسلسلات السحر والشعوذة، أنها إعادة لإنتاج الخرفات والتخلف في المجتمع، مما يصدقه أصحاب الأُمية الأبجدية والثقافية، فيجب أن ترتبط الدراما بالتنمية بما يفيد المجتمع بالتوعية من العادات الخاطئة كالتحرش والختان وزواج القاصرات. منع الدراما الهدامة ويكمل صادق، موضحاً أن هناك فئات تتأثر بالدراما سلباً، خاصة في الريف، كما أن التأثير نسبي بين مناطق وأخرى، لافتاً إلى أنه يتم تصدير الممثلين العرب من لبنان وتونس والمغرب للعمل في المسلسلات للتسويق بهدف ترويجي للربح في الإنتاج وزيادة الإعلانات وتصدير للسياحة لمصر، هذا بخلاف الوعي الزائف في المسلسلات بظهور شخصيات تعيش في فلل وقصور وسياراتها فارهة وأبنائهم يتعلمون في الجامعات الأجنبية، مما يثير الحقد الطبقي والاحتقان والإحباط بين المواطنين، موضحاً أنه سلاح ذو حدين فتخلق المشاكل بين الزوجين أو تثير الطموح الإيجابي للوصول للأفضل، وينعكس على الضعيف بإستعداده النفسي والتربية الأسرية خاصة مع الفقراء، هذا بالإضافة إلى التقليد الأعمى لما هو متاح من الأسلحة البيضاء أو عمل قصات للشعر أو الأغاني والملابس أو العبارات، لذا يجب أن تقوم الهيئة الوطنية للإعلام وهيئة الرقابة على المصنفات الفنية بوقف بث القنوات التي تعرض الدراما الهدامة والاهتمام بالتنمية المجتمعية ومشاكلها بالمعالجة. خطورة المسلسلات وتشير د. إنشاد عز الدين ـ أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية ـ إلى أن وضع الدراما المصرية أصبح في غاية السوء بعد تركيز المؤلفين والمنتجين على الشخصيات التي تمثل الجانب السلبي على اعتبارأنه السائد في المجتمع، مثل البلطجي والفاسد على خلاف الواقع، على الرغم من أن هناك نماذج كثيرة مشرفة، فلم يراعِ في الدراما الرمضانية أبسط قواعد الأخلاق في شهر رمضان وأصبحت مشاهد العري والعنف كأنها أمر طبيعي، لافتة إلى أن المشكلة في خطورة هذه المسلسلات على الأسرة خاصة مع الأطفال والمراهقين وانعكاس تلك الأدوار عليهم، فغالباً ما يميلون لتقليدها، مطالبة بتدخل الدولة والإعلام لإنقاذ المجتمع من الانهياروانتشارالقيم السلبية فيه كالعنف والعرى والفجور. تنمية المجتمع يقول د. شريف درويش اللبان ـ وكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة ـ إن الدرامالها أدوار خطيرة في المجتمع المصري، ولا بدأن يدرك الفنانين أهميتها في إعادة هيكلة السلوكيات بالشارع المصري،حيث أن هناك إنفلات أخلاقي بالمجتمع،ومهمة الدراما معالجته لبناء الدولة ومكافحة الفساد وليس الترويج للفساد،متعجباً مما تصدره الدراما خلال شهر رمضان وكأنها تسير في إتجاه معاكس،حتى اختيار أسماء المسلسلات يكون تجارياً لا يليق بالشهر الكريم،فيجب تفعيل دور الإعلام في تنمية المجتمع وأن تشارك الدراما في المشروعات التنموية لتحفيز المواطنين على العمل والإنتاج وتجديد الخطاب الديني والتربية الصحيحة. احترام الأسرة ترى د. ماجي الحلواني ـ عميد كلية الإعلام الأسبق ـ أننا نحتاج نشر الأخلاق الحميدة والثقافة الإسلامية الصحيحة خلال شهر رمضان،خاصة للشباب الذي يعاني من أُمية دينية،لأن عرض المسلسلات الدينية ودراما الأطفال أمر ضروري للمجتمع، متعجبة من ندرتها وعدم الاهتمام بالإعلان عنها كما يحدث مع المسلسلات الأخرى،مطالبة من مؤلفي المسلسلات إبراز الإيجابيات والتوعية ضد سلبيات المجتمع احتراماً لخصوصية الأسرة المصرية. مكارم الأخلاق يقول د. عبد المنعم فؤاد ـ أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر ـ إنه يجب على المؤلفين والمنتجين مراعاة للدراما الرمضانية بمناسبتها لشهر رمضان،"الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس"، وأن تدعو لمكارم الأخلاق،حيث أن رسولنا الكريم كان يحترم الفن وأدخل كاميرا الفن في مسجده عند ما كان الأحباش يلعبوا بداخله بالرماح،فنظر من نافذة منزله على المسجد وشاهدهم فاستدعى السيدة عائشة لتراهم يلعبون بالرماح،مشيراً إلى أن مصر بلد الحضارة والقيم الأخلاقية وبلد تعاليم الأنبياء،فكيف تصدر ما لا يليق بها من دراما للمشاهدين؟،لافتاً إلى أنه يوجد حوالي44عمل درامي في رمضان غير هادف تكلفوا المليارات بعناوين تدل على مضمونها وتقتصر على قطاع معين من المجتمع،فلا يوجد فيها ديني أو تاريخي و لا دعوة للقيم والأخلاق التي يدعو لها رجال العلم. الإنفلات الأخلاقي ويضيف فؤاد،مستكملاً حديثه إن المجتمع يشاهد مسلسلات فيها إنفلات أخلاقي لأقصى مدى وبها قاموس بذئ من الألفاظ التي تستحي الأسرة منه،فيتعين علينا المعالجة حتى لا نصدر لمجتمعنا ألفاظ تخدش الحياء ونعكس صورة سيئة عن بلدنا لا تليق بحضارتنا،فمصر بلد الأخلاق والثقافة والحضارة ونريد فن هادف أخلاقي يليق بها، فبدلاً من ترسيخ القيم والأخلاق ومساعدة رجال العلم نجد معظم الأعمال الرمضانية ترفع شعار"البلطجة والفهلوة والفتونة "التي يتأثر بها الأطفال والشباب وتهدم ما يفعله رجال الدين،لافتاً إلى إننا في حاجة لعمل يغذي الروح ويهدئ نفوس الناس ويدعو للقيم والعمل والترابط والمحافظة علي الجيران وحقوقهم وعلي تماسك الوطن وهذا كله موجود بالمجتمع لأن مجتمعنا نظيف جداً وليس مجتمع السنج والمطاوي،كما أن الدين النصيحة ويجب أن نتضافر لاحتضان الوطن،لأننا عجزنا أن نأتي بالدراما التي تفيد المجتمع وتدعو إلى علاج الأفكار الفاسدة.