وكالة أسوشيتد برس .. متعاقدون امريكان يقتلون جوعا غزة

وكالة أسوشيتد برس .. متعاقدون امريكان يقتلون جوعا غزة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
الخميس - 3 يوليو سنة 2025 | 2:46 مساءً | شفيق السعيد | | 37 مشاهدات | 0 من جوجل نيوز

كشف تحقيق لوكالة "أسوشييتد برس"، نشر اليوم الخميس، مؤلف من إفادات ومقاطع فيديو مصورة، أن متعاقدين أميركيين يحرسون مواقع توزيع المساعدات في غزة يستخدمون الرصاص الحي والقنابل الصوتية أثناء تدافع الفلسطينيين الجائعين للحصول على الطعام

وتحدث اثنان من المتعاقدين الأميركيين للوكالة، شريطة عدم الكشف عن هويتيهما، وقالا إنهما قررا التحدث بسبب شعورهما بالقلق إزاء ما وصفاه بممارسات خطيرة وغير مسؤولة في مراكز المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية. وأوضحا أن طواقم الحماية التي تم توظيفها غالباً ما تكون غير مؤهلة، ولم تخضع للفحص اللازم، ومسلحة بشكل كبير، ويتصرفون بحرية مطلقة.

 كما أشارا إلى أن زملاءهم كثيراً ما يلقون قنابل صوتية ورذاذ الفلفل في اتجاه الفلسطينيين. وقال أحدهما إن الطلقات النارية كانت تُطلق في جميع الاتجاهات في الهواء، على الأرض، وأحياناً نحو الفلسطينيين، لافتاً إلى أنه يتذكر حادثة واحدة على الأقل يعتقد أن فلسطينياً أصيب بالرصاص الحي.

 وقال أحد المتعاقدين: "هناك أناس أبرياء يُصابون إصابات بالغة وبلا داعٍ". وأوضح أن الموظفين الأميركيين في مواقع توزيع المساعدات يراقبون الأشخاص القادمين لطلب الطعام، ويوثقون أي شخص يُعتبر "مريباً"، ثم يشاركون هذه المعلومات مع الجيش الإسرائيلي.

 وأشار المتعاقد الذي صور مقاطع الفيديو إلى أن الجيش الإسرائيلي يستغل نظام توزيع المساعدات للوصول إلى المعلومات.

 وأضاف المتعاقدان أن الكاميرات تراقب عمليات التوزيع في كل موقع، وأن محللين أميركيين وجنوداً إسرائيليين يجلسون في غرفة تحكم يتم فيها عرض اللقطات مباشرة.

 وأوضحا أن غرفة التحكم هذه موجودة في حاوية شحن على الجانب الإسرائيلي من معبر كرم أبو سالم المؤدي إلى غزة.

وقال المتعاقد إن بعض الكاميرات مجهزة ببرمجيات للتعرف على الوجه. وأشار إلى أن بعض مقاطع الفيديو كانت معنونة بـ"تحليلات"، وتحتوي على تقنية التعرف على الوجه.

 وأضاف المتعاقد أنه إذا ظهر شخص محل اهتمام على الكاميرا وكانت معلوماته مسجلة في النظام، فإن اسمه وعمره يظهران على شاشة الكمبيوتر.

 ويقوم الجنود الإسرائيليون الذين يشاهدون الشاشات بتدوين الملاحظات ومقارنة معلومات المحللين مع لقطات طائراتهم المسيرة من المواقع.

 وقال المتعاقد إنه طُلب منه ومن موظفين آخرين تصوير أي شخص يبدو "غير مناسب للمكان"، لكن لم تحدد المعايير بشكل واضح. وأضاف أن هذه الصور كانت تُضاف إلى قاعدة بيانات التعرف على الوجه، لكنه لم يعرف ما الذي كان يُفعل بهذه المعلومات

ضاف المتعاقد الذي قدّم مقاطع فيديو توثق ذلك لـ"أسوشييتد برس"، إن الفلسطينيين القادمين إلى هذه المواقع يجدون أنفسهم عالقين بين نيران إسرائيلية وأميركية.

 وأضاف أن الفلسطينيين كانوا يقولون له: "جئنا إلى هنا لنحصل على طعام لعائلاتنا، ليس لدينا شيء.. لماذا يطلق الجيش (الإسرائيلي) النار علينا؟ ولماذا أنتم تطلقون النار علينا؟".

 وتُظهر مقاطع فيديو قدمها أحد المتعاقدين، تم تصويرها في تلك المواقع، مئات الفلسطينيين المحتشدين بين بوابات معدنية، يتدافعون للحصول على المساعدات وسط أصوات الرصاص، والقنابل الصوتية، ولسعات رذاذ الفلفل.

 كما تُظهر مقاطع أخرى محادثات بين رجال يتحدثون بالإنجليزية يناقشون كيفية تفريق الحشود، ويشجع بعضهم بعضاً بعد إطلاق النار.

 وتدعم مقاطع الفيديو التي شاهدتها الوكالة مشاهد الفوضى التي وصفها المتعاقدون. وتم تصوير هذه اللقطات خلال الأسبوعين الأولين من عمليات التوزيع، أي في منتصف الفترة تقريباً.

 وفي أحد الفيديوهات، يظهر متعاقدون أمنيون أميركيون مسلحون في أحد المواقع بغزة، وهم يناقشون كيفية تفريق الفلسطينيين القريبين. ويسمع عدة طلقات نارية قريبة، لا تقل عن 15 طلقة، فيما صرخ أحد المتعاقدين: "أوووه!". ويقول آخر: "أعتقد أنك أصبت أحدهم".

بالمقابل، قال متحدث باسم شركة "سيف ريتش سوليوشنز" (Safe Reach Solutions)، وهي شركة الخدمات اللوجستية المتعاقدة من الباطن مع مؤسسة غزة الإنسانية GHF، إنّه لم يتم تسجيل أية إصابات خطيرة في أي من المواقع حتى الآن. وأضاف أنه في بعض الحوادث المتفرقة، أطلق أفراد الأمن الرصاص الحي في الأرض وبعيداً عن المدنيين للفت انتباههم، موضحاً أن ذلك حدث في "ذروة حالة اليأس، حيث كانت تدابير ضبط الحشود ضرورية من أجل سلامة وأمن المدنيين"، حسب تعبيره.

 ويعاني أكثر من مليوني فلسطيني في غزة من أزمة إنسانية كارثية. فمنذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، الذي أشعل حرباً مستمرة منذ 21 شهراً، شنت إسرائيل قصفاً مكثفاً وفرضت حصاراً خانقاً على القطاع، مما دفع العديد من السكان إلى حافة المجاعة، بحسب خبراء في الأمن الغذائي.

 ولمدة شهرين ونصف قبل افتتاح مؤسسة غزة الإنسانية في مايو، منعت إسرائيل دخول جميع المواد الغذائية والمياه والأدوية إلى غزة، مبررة ذلك بأن حركة حماس كانت تسرق المساعدات التي تُنقل ضمن نظام قائم بالتنسيق مع الأمم المتحدة. وتريد إسرائيل الآن أن تحل مؤسسة غزة الإنسانية محل هذا النظام الأممي.

 

كلمات مفتاحية بالخبر
لا توجد أخبار لعرضها.