أخبر علماء الفلك والأرصاد أن العالم سوف يشاهد حدثًا كونيًّا مهيبًا، وإحدى آيات الله في الكون، التي تحدثُ في وضح النهار، وتظهر بارزة جلية لكل ذي عينين، وهي ظاهرة كسوف الشمس، وفي الكسوف الكثيرُ من العبر والأسرار، ويجب ألا تمر علينا مرور الكرام.
يوم الاثنين 8 أبريل 2024 سوف يحدث كسوف الشمس كليًا وسوف يكون ذلك الأمر مرئيًا للجميع وسوف يتحول النهار إلى ليل، ويحدث إنخفاض فى درجة الحرارة، ومن كثرة الظلام الذى سوف يكون موجود، أشعة الشمس لن يتاح لنا رؤيتها وسوف يكون النهار كأنه ليل.
كسوف الشمس هذا كسوف كامل أى أنك لن ترى الشمس فعلاً، وهناك من الناس كل معلوماته عن هذا الكسوف إنه ظاهره سوف تحدث وسوف يراها من الشباك أو البلكونة ويرى الشمس وهى سودا جدا وبتختفى، فلا تقف عند مجرد رصد الظاهرة، وإنما استثمر كل لحظة فى التفكر والشكر والعبادة.
فما يحدث هو إشارة من الله عز وجل للناس وبأنه هو القادر على كل شىء، هذه الظاهرة بهذه الكيفية وهى الكسوف الكلى لم تحدث من قرون ويمكن ألا تكرر فى حياتك أو تشاهدها مرة أخرى.
هذا الكسوف الذى سوف تراه فى مصر مدته 5 ساعات وعدة دقائق تقريباً، وكسوف كُلى بمعنى أن النهار سوف يصبح ليل، لماذا لأن القمر سوف يكون واقعاً وموجوداً بين الشمس والأرض، وبالتالى سوف يحجب قرض الشمس عنا تماماً، ولذا سوف ترى قرص الشمس أسود ومن حوله هالة مظلمة والدنيا تظلم فجأة.
ماذا أفعل فى هذه الحالة عندما تحدث هذه الظاهرة؟ تفعل كما فعل سيدنا المصطفى صل الله عليه وسلم، عندما مات ابنه إبراهيم خُسفت الشمس، فقام النبى صلاة الله عليه مفزوع، لماذا؟ خشية أن تكون الساعة سوف تقوم من هَول المنظر والخوف.
وأمر سيدنا بلال أن ينادى ويقول الصلاة جامعه الصلاة جامعه .. يعنى لا أذان لها ولا إقامة .. وصلى النبى صل الله عليه وسلم صلاة وصفها الصحابة إنها من أطول صلوات حياته وأطول صلاه راؤها يصليها إلى أن إنجلت الشمس .
"فالشمس والقمر" هماً آيتان من آيات الله يذكر الله بهما عبادة ويخوفهم للرجوع إلى الله واجتناب فعل الذنوب والمعاصى والتحذير من نتائج سُوء أعمالهم، قال تعالى: "وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا" .
فالله سبحانه وتعالى يريك ويرى الناس هذه الأحداث والآيات ليس بهدف المشاهدة والتسلية، بل ليذكرهم بقدرته عز وجل وأنه قادر عليهم، وللتفكر والتدبر قال الله سبحانه وتعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ الله عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ الله يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلاَ تَسْمَعُونَ} [القصص: 71]، فالمطلوب منك فى هذه الحالة هو اللجوء إلى الله عز وجل بالتقرب إلى الله سبحانه وتعالى والصلاة وكثرة الدعاء والاستغفار الكثير.
ونأتى إلى النقطة الأخيرة والمهمة فى ذلك الموضوع صلاة الكسوف، عن كيفية أداء صلاة الكسوف والخسوف، صلاة الكسوف أو الخسوف ركعتان؛ في كل ركعة قيامان، وقراءتان في القيامين بالفاتحة وما تيسر من القرآن، وركوعان، وسجدتان.
وللتوضيح عن كيفية أدائها: هو أن يكبر تكبيرة الإحرام، ويستفتح بدعاء الاستفتاح، ويستعيذ ويبسمل، ويقرأ الفاتحة، ثم سورة البقرة أو قدرها في الطول، ثم يركع ركوعًا طويلًا فيسبح قدر مائة آية.
ثم يرفع من ركوعه مرة أخرى ولا يسجد بل يسبح ويحمد في اعتداله، ثم يقرأ الفاتحة وسورةً غير القراءة الأولى؛ كآل عمران أو قدرها، ثم يركع فيطيل الركوع وهو غير الركوع الأول، ثم يرفع من الركوع فيسبح ويحمد ولا يطيل الوقوف فى الاعتدال، ثم يسجد سجدتين طويلتين، ولا يطيل الجلوس بين السجدتين.
ثم يقوم إلى الركعة الثانية، فيفعل مثل ذلك الذى ذكر في الركعة الأولى من الركوعين وغيرهما، لكن يكون أقل فى الوقت الأول في الطول من الركعة الأولى في كل ما يفعل، ثم يتشهد ويسلم.
ولقد اتفق العلماء على أن حكم صلاة الكسوف أو صلاة الخسوف سنة مؤكدة في حق الرجال والنساء، وأن الأفضل أن تصلي في جماعة، وإن كانت الجماعة ليست شرطًا فيها، وينادي لها: (الصلاة جامعة).
ومع أن الجماعة لست شرطاً فى هذه الصلاة ولكنى أذكرك أنه عندما تذهب إلى صلاة الكسوف في جماعة، فسيكون لك أجر الاجتماع لذكر الله، وستحفك الملائكة أنت ومن معك، بل هناك الأكثر من ذلك، سيذكرك الله فيمن عنده، الله العزيز الجبار المتعالي، ذو الجلال والإكرام، يذكرك أنت فيمن عنده.
مع أن الأفضلية أن تؤدى هذه الصلاة فى المسجد فى جماعة، ولكنها فى البيت مع الأسرة جائزة، ويمكن أن تقرأ من المصحف أن لم تكن حافظاً.
وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
