القطب الشمالي يفقد درعه الأبيض: تحولات غير مسبوقة تثير قلق العلماء وتغير مناخ العالم
وكالة أنباء إخباري
القطب الشمالي يفقد درعه الأبيض: تحولات غير مسبوقة تثير قلق العلماء وتغير مناخ العالم
في كل عام، يأتي وقت حاسم في القطب الشمالي حيث تتغير ديناميكيات المنطقة بشكل جذري. فجأة، يتوقف الدرع الجليدي الهائل عن عكس ضوء الشمس ويبدأ في امتصاصه. هذه الظاهرة لا تُعلن عنها البشر، بل ترصدها الأقمار الصناعية أولاً، لتُعد إشارة تحذيرية للعلماء الذين يسارعون لمقارنة البيانات. كل عام يكشف عن حقيقة مقلقة: بحلول أواخر الصيف، يكون الجليد الذي كان يغطي جزءًا كبيرًا من المحيط المتجمد الشمالي قد تقلص وانحسر بشكل ملحوظ، وهذه المرة، يبدو الفقدان أكثر وضوحًا وأسرع.
- Stranger Things: خريف 1987 يستعد للمواجهة الحاسمة ونهاية أسطورية
- محاكمة "الخلية الهيكلية" الإرهابية: 27 متهماً أمام الدائرة الثانية إرهاب
- الرجفان الأذيني: دليلك الشامل للتحكم بالأعراض عبر تعديلات نمط الحياة والنظام الغذائي
- وليد جنيدي يعود للموسم الرمضاني بعمل موسيقي ديني
- الزواج الثاني: هل هو الطريق إلى السعادة الحقيقية؟ أسرار النجاح تكمن في الدروس المستفادة
ما يختفي ليس مجرد ماء متجمد، بل سطح واسع كان يعمل كمرآة طبيعية تعكس ضوء الشمس إلى الفضاء. وبدونه، يسخن المحيط بهدوء، مغيرًا بشكل جذري دورة الطاقة في المنطقة. يراقب العلماء هذا التحول بقلق بالغ، ليس فقط لآثاره المباشرة على النظام البيئي القطبي، بل لتداعياته المحتملة على الطقس العالمي في الفصول القادمة. فالتغيرات في القطب الشمالي ليست منعزلة، بل تميل إلى الانتشار جنوبًا، مُعيدًا تشكيل الأنماط الجوية بعيدًا عن الجليد نفسه.
ذوبان سريع وحلقة مفرغة من الاحترار
لقد كان موسم الذوبان هذا العام سريعًا بشكل غير عادي. أظهرت سجلات الأقمار الصناعية من أوائل الصيف أن امتداد الجليد البحري أقل بكثير من المتوسطات الأخيرة. وفي بعض المناطق، كان الانخفاض بالفعل أقل بمئات الآلاف من الكيلومترات المربعة مقارنة بالعام الماضي. هذا أمر بالغ الأهمية، حيث أن موسم الذوبان لا ينتهي حتى سبتمبر، مما يعني أن كمية أقل من الجليد ستصمد حتى الشتاء، جاعلةً القطب الشمالي يدخل الأشهر الباردة وهو في وضع غير مواتٍ.
يتتبع العلماء في مراكز مثل المركز الوطني للثلوج والجليد (NSIDC)، ليس فقط مساحة الجليد، بل سمكه أيضًا. يوضح الدكتور مارك سيريي، مدير المركز، أن معظم الجليد اليوم أصغر حجمًا وأقل سمكًا مما كان عليه في السابق. وهذا يجعله أكثر عرضة للكسر وأسرع ذوبانًا، حتى خلال فترات البرد. فالجليد البحري، كما يفسر علماء NSIDC، يعمل كدرع أبيض يعكس جزءًا كبيرًا من ضوء الشمس إلى الفضاء. في المقابل، المياه المفتوحة تفعل العكس تمامًا؛ تمتص أسطح المحيط الداكنة معظم طاقة الشمس، مخزنةً الحرارة بالقرب من السطح. وبمجرد ذوبان الجليد، تُصعّب تلك الحرارة الممتصة تكوين جليد جديد لاحقًا خلال العام، مما يخلق حلقة مفرغة تعرف بـ "تأثير البياض": قلة الجليد تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة المياه، وارتفاع درجة حرارة المياه يؤدي إلى قلة الجليد.
اضطراب الدوامة القطبية وتغيرات الطقس العالمية
الظاهرة لا تقتصر على السطح فقط؛ فالطبقات العليا من المحيط تشهد ارتفاعًا مستمرًا في درجة حرارتها. معظم الحرارة الزائدة الناتجة عن غازات الاحتباس الحراري ينتهي بها المطاف في البحر. وفي القطب الشمالي، تتراكم هذه الحرارة بالقرب من مناطق تشكل الجليد. حتى مع انخفاض درجات حرارة الهواء في الخريف، يمكن للحرارة المتصاعدة من المحيط أن تؤخر التجمد، وهذا التأخير ذو أهمية قصوى، إذ يميل الجليد المتشكل متأخرًا إلى أن يكون أرق وأضعف بحلول الربيع.
فوق القطب الشمالي، في طبقات الجو العليا، توجد الدوامة القطبية، وهي حلقة من الرياح السريعة تُبقي الهواء البارد محصورًا بالقرب من القطب خلال فصل الشتاء. عندما يكون القطب الشمالي أكثر برودة، تميل هذه الدوامة إلى أن تكون أقوى وأكثر استقرارًا. ومع ارتفاع درجة حرارة المنطقة، يختل هذا التوازن؛ فمع انخفاض كمية الجليد وزيادة الحرارة المنبعثة في الغلاف الجوي، يضعف فرق درجة الحرارة بين القطب الشمالي وخطوط العرض الأدنى. هذا الاضطراب يمكن أن يُخلّ بالدوامة القطبية، مما يؤدي إلى تمددها أو تذبذبها.
لقد شهدت فصول الشتاء الماضية أمثلة واضحة على هذه الظاهرة. يمكن للدوامة القطبية المضطربة أن تُحوّل التيار النفاث إلى موجات أعمق، مما قد يدفع الهواء القطبي البارد جنوبًا بينما يتحرك الهواء الدافئ شمالًا في أماكن أخرى. أعقبت فترات انخفاض الجليد القطبي موجات برد قارس في أوروبا وأمريكا الشمالية، لا سيما عندما أدت أحداث الاحترار المفاجئ في طبقة الستراتوسفير إلى إضعاف الدوامة. ورغم أن ليس كل عام يشهد انخفاضًا في الجليد يؤدي إلى طقس شتوي متطرف، إلا أن المؤشرات المتزامنة لهذا العام (جليد منخفض، محيط دافئ، أنماط جوية غير مستقرة) تثير قلقًا بالغًا.
- ويندوز 11 يعالج صداع البحث: مايكروسوفت تعد بتحسينات جذرية لاستهلاك الذاكرة
- الكشف عن كوبرا فورمينتور 2026 فيس ليفت بمصر: تصميم رياضي محدث وتقنيات متطورة
- واتساب يُعزز نمو القنوات بميزة الدعوات المباشرة: قفزة نوعية لمديري المحتوى
- EIM تطلق 4 سيارات رينو جديدة في السوق المصري: تنافسية وابتكار في ديسمبر 2023
- احتفالات رأس السنة: الذكاء الاصطناعي يمنح صورك لمسة سحرية لعيد الميلاد!
يتوخى الباحثون الحذر في استخدام مصطلحاتهم، فالطقس معقد وتتنافس فيه العديد من العوامل. ومع ذلك، عندما تتغير أنماط القطب الشمالي الراسخة بسرعة، غالبًا ما تظهر آثارها لاحقًا. ما يُفقد هو الاستقرار؛ فالجليد كان بمثابة حاجز بين المحيط والهواء، يبطئ التبادل الحراري ويساعد في تثبيت الأنماط الجوية. ومع ذوبانه، يصبح القطب الشمالي أكثر استجابة وتقلبًا، وتتسرب هذه التغيرات ببطء وبشكل غير منتظم إلى خارج المنطقة، وقد تبدأ العواقب بالظهور في الشتاء القادم، حتى وإن لم تتضح إلا عندما يشتد البرد. للمزيد من التفاصيل تابعوا بوابة إخباري.