ضاحي خلفان يثير جدلاً بتعليقه على ضربة التحالف لميناء المكلا اليمني

الإمارات - وكالة أنباء إخباري

تصريح مثير لضاحي خلفان يثير الجدل بعد ضربة جوية على دعم للمجلس الانتقالي في ميناء المكلا

أثار نائب رئيس الشرطة والأمن العام في إمارة دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، موجة واسعة من ردود الأفعال والتحليلات بعد تعليق مقتضب نشره على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، عقب إعلان قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن عن تنفيذ ضربة جوية محدودة استهدفت دعماً عسكرياً خارجياً لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي في ميناء المكلا اليمني. جاء تعليق خلفان، المعروف بصراحته ومواقفه المثيرة للجدل، ليضيف بعداً جديداً للحدث، خاصة مع التباس الرسالة التي حملها.

تفاصيل الضربة الجوية والهدف المعلن

وفجر اليوم الثلاثاء، أعلنت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، عن تنفيذ ضربة جوية "محدودة" في مدينة المكلا الساحلية، كبرى مدن محافظة حضرموت. وأفاد بيان التحالف بأن الضربة استهدفت "دعماً عسكرياً خارجياً" كان مخصصاً لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يسيطر على مناطق واسعة في جنوب اليمن وله تطلعات انفصالية. تأتي هذه العملية في سياق جهود التحالف لضمان استقرار المشهد اليمني ودعم الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ومنع أي ممارسات قد تؤدي إلى تقويض هذه الجهود أو إذكاء صراعات داخلية بين الفصائل المناهضة لجماعة الحوثي.

تعليق خلفان المثير للجدل: "ميناء الحوثي المضروب"

بعد وقت قصير من الإعلان عن الضربة، كتب الفريق ضاحي خلفان في منشور على حسابه بمنصة "إكس": "ميناء الحوثي المضروب". هذا التعليق، الذي لا يتجاوز الكلمتين، أثار حيرة واسعة وفتح باب التكهنات. ففي حين أن التحالف أعلن بوضوح أن الضربة استهدفت دعماً للمجلس الانتقالي الجنوبي، وليس الحوثيين، جاء تصريح خلفان ليربط الحدث بالحوثيين مباشرة. هل كان ذلك سهواً؟ أم محاولة متعمدة لتوجيه رسالة مبطنة؟

يمكن تفسير تعليق خلفان بعدة طرق. قد يكون الأمر زلة لسان أو تبسيطاً مفرطاً من جانبه، خاصة وأن بعض التوترات قد شابت العلاقات بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية الشرعية المدعومة من التحالف في فترات سابقة. كما قد يعكس التعليق رؤية خلفان بأن أي دعم عسكري غير منسق أو خارج إطار الحكومة الشرعية قد يخدم، بشكل غير مباشر، مصالح القوى التي تسعى لزعزعة الاستقرار في اليمن، بما في ذلك الحوثيين.

المجلس الانتقالي الجنوبي ومكانته في الصراع اليمني

يمثل المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي (نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني)، قوة فاعلة على الساحة اليمنية، ويسعى إلى استعادة الدولة الجنوبية المستقلة. رغم أن المجلس جزء من التحالف المناهض للحوثيين وله تمثيل في مجلس القيادة الرئاسي، إلا أن علاقته بالحكومة الشرعية والتحالف شهدت مراحل من التوتر والصراع، خاصة فيما يتعلق بالسيطرة على المناطق والموارد. استهداف دعمه العسكري في ميناء المكلا، الذي يعد نقطة استراتيجية وحيوية على بحر العرب، يشير إلى رغبة التحالف في ضبط مسار الدعم العسكري وتوجيهه بما يخدم الأهداف الكبرى لاستعادة الشرعية والاستقرار في اليمن.

أهمية ميناء المكلا ودلالات الاستهداف

ميناء المكلا ليس مجرد ميناء عادي، بل هو شريان حيوي لمحافظة حضرموت وشرق اليمن. له أهمية اقتصادية واستراتيجية كبيرة. استهداف أي دعم عسكري يصل إليه يرسل رسالة واضحة بضرورة الالتزام بآليات التنسيق المحددة داخل التحالف، وأن أي محاولة لإدخال دعم عسكري خارجي بمعزل عن التنسيق المركزي قد تواجه برد فعل. هذه الخطوة قد تعيد رسم بعض التوازنات داخل المعسكر المناهض للحوثيين، وتؤكد على سيادة التحالف في تنظيم تدفقات الدعم العسكري. للحصول على المزيد من التحليلات العميقة حول التطورات الإقليمية، يمكنكم زيارة بوابة إخباري.

الآثار والتداعيات المحتملة

من المتوقع أن يكون لهذه الضربة وتصريح خلفان تداعيات على المشهد السياسي والعسكري في اليمن. قد يدفع المجلس الانتقالي الجنوبي إلى مراجعة بعض سياساته أو آليات حصوله على الدعم. كما قد يزيد من الضغط على جميع الأطراف للتوحد تحت راية الحكومة الشرعية والتحالف لمواجهة التحديات الأكبر المتمثلة في إنهاء الصراع مع الحوثيين وتحقيق السلام والاستقرار الدائمين في اليمن. يبقى تصريح خلفان لغزاً، لكنه بلا شك أضاف طبقة من التعقيد والاهتمام لحدث كان بحد ذاته مهماً.