السكري من النوع الخامس: اعتراف تاريخي ينهي عقوداً من الغموض ويضيء على مرض منسي
وكالة أنباء إخباري
في خطوة تاريخية تُنتظر بفارغ الصبر، يُنتظر أن يعترف الاتحاد الدولي للسكري (IDF) رسمياً في عام 2025 بوجود السكري من النوع الخامس كنوع مستقل من المرض، منهياً بذلك نحو 70 عاماً من الجدل والالتباس حول طبيعته ووجوده. يأتي هذا القرار ليُسلط الضوء مجدداً على مرض ظل غير مرئي طبياً لعقود طويلة، لا سيما في الدول الفقيرة والنامية التي تعاني من تحديات صحية واقتصادية جمة، وفقاً لما نقله موقع تايمز ناو وبوابة إخباري.
- Stranger Things: خريف 1987 يستعد للمواجهة الحاسمة ونهاية أسطورية
- محاكمة "الخلية الهيكلية" الإرهابية: 27 متهماً أمام الدائرة الثانية إرهاب
- الرجفان الأذيني: دليلك الشامل للتحكم بالأعراض عبر تعديلات نمط الحياة والنظام الغذائي
- وليد جنيدي يعود للموسم الرمضاني بعمل موسيقي ديني
- الزواج الثاني: هل هو الطريق إلى السعادة الحقيقية؟ أسرار النجاح تكمن في الدروس المستفادة
السكري من النوع الخامس: خصائص فريدة ومسببات مختلفة
يُعرف السكري من النوع الخامس بخصائص تميزه جذرياً عن الأنواع المعروفة. فعلى عكس السكري من النوع الأول والثاني، لا يرتبط هذا النوع بالسمنة، ولا بنمط الحياة غير الصحي، ولا بالحمل، ولا حتى باضطرابات المناعة الذاتية. هذا ما جعل تشخيصه أمراً معقداً لسنوات طويلة. ويُرجع الأطباء والباحثون السبب الرئيسي للإصابة به إلى سوء التغذية المزمن في مراحل مبكرة من الحياة، خاصة في مرحلتي الطفولة والمراهقة، مما يؤدي إلى تلف البنكرياس أو عدم اكتمال نموه وتطوره، وبالتالي ضعف قدرته على إفراز هرمون الإنسولين الحيوي.
رحلة البحث والتعرف: من جامايكا إلى الاعتراف العالمي المنتظر
تعود أولى ملاحظات هذه الحالة إلى جامايكا في خمسينيات القرن الماضي، حيث لُوحظت بين شباب صغار السن، تميزوا بالنحافة وسوء التغذية. كانت هذه الملاحظات الأولية فاتحة لسلسلة من الدراسات والبحث. ومن المثير للاهتمام أن هؤلاء المرضى لم يُصابوا بحالة الحماض الكيتوني الخطيرة، التي تُعد سمة مميزة لمرضى السكري من النوع الأول، كما أنهم لم يعانوا من مقاومة الأنسولين المرتبطة عادةً بالسكري من النوع الثاني، مما رسخ الاعتقاد بوجود نوع مختلف تماماً من السكري.
تاريخياً، كان المرض يُعرف باسم "داء السكري المرتبط بسوء التغذية" (MRDM)، وقد اعترفت به منظمة الصحة العالمية (WHO) لفترة وجيزة في الثمانينيات. إلا أنها تراجعت عن هذا الاعتراف لاحقاً بسبب نقص الأدلة العلمية الكافية آنذاك لدعم تصنيفه ككيان مستقل. لكن التطورات العلمية والدراسات الحديثة، التي استمرت لعقود، قد أثبتت وجوده وأهميته. تشير هذه الدراسات إلى أن المرض قد يصيب نحو 25 مليون شخص حول العالم، وبشكل خاص في دول آسيا وأفريقيا ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث ينتشر انعدام الأمن الغذائي بشكل واسع.
مخاطر التشخيص الخاطئ وضرورة العلاج المتخصص
يحذر الخبراء من أن تشخيص السكري من النوع الخامس على أنه سكر من النوع الأول أو الثاني قد يكون خطيراً للغاية. فالعلاج التقليدي بجرعات عالية من الأنسولين، والذي قد يكون مناسباً للأنواع الأخرى، قد لا يكون فعالاً لمرضى النوع الخامس، بل قد يؤدي إلى تقلبات حادة وخطيرة في مستويات السكر في الدم، ما يعرض حياة المرضى للخطر. وغالباً ما يحتاج هؤلاء المرضى إلى جرعات صغيرة جداً من الأنسولين، أو إلى بروتوكولات علاجية مختلفة تماماً تتناسب مع طبيعة تلف البنكرياس المرتبط بسوء التغذية. وهنا تبرز أهمية الفهم الدقيق لطبيعة المرض لتوفير الرعاية المناسبة.
أعراض السكري من النوع الخامس: علامات تنذر بالخطر
تتشابه أعراض السكري من النوع الخامس مع الأنواع الأخرى من السكر في بعض الجوانب، ولكنها تتضمن أيضاً علامات مميزة. تشمل الأعراض المشتركة: العطش الشديد، كثرة التبول، التعب والإرهاق، فقدان الوزن، تشوش الرؤية، وبطء التئام الجروح. أما الأعراض الأكثر تميزاً لهذا النوع، والتي غالباً ما تظهر قبل سن الثلاثين، فتتضمن: النحافة الشديدة، تأخر النمو أو البلوغ (خصوصاً لدى الشباب)، فقر الدم، وضعف المناعة مع الإصابة بالعدوى المتكررة.
- الرجفان الأذيني: دليلك الشامل للتحكم بالأعراض عبر تعديلات نمط الحياة والنظام الغذائي
- وليد جنيدي يعود للموسم الرمضاني بعمل موسيقي ديني
- الزواج الثاني: هل هو الطريق إلى السعادة الحقيقية؟ أسرار النجاح تكمن في الدروس المستفادة
- اكتشاف طبي صادم: عادة يومية قد تفتح أبواب الدماغ للبكتيريا الخطيرة!
- أحلام تنبئ بالخطر: رموز تحذيرية تدل على الشر والمشاكل وفقًا لـ 'اليوم السابع'
تطلعات المستقبل: دور الاتحاد الدولي للسكري في إحداث الفارق
في ضوء هذا الاعتراف المرتقب، شكل الاتحاد الدولي للسكري (IDF) بالفعل فريق عمل متخصصاً، بقيادة خبراء مثل البروفيسور أكتر حسين (الرئيس الحالي للاتحاد)، لوضع معايير تشخيص واضحة، وإرشادات علاجية دقيقة، وإنشاء سجل عالمي للمرضى، بالإضافة إلى تطوير برامج تدريب لمقدمي الرعاية الصحية. يؤكد الباحثون أن هذا الاعتراف الرسمي بالسكري من النوع الخامس سيشكل نقطة تحول حاسمة، حيث سيساعد في توفير التمويل اللازم للأبحاث والعلاج، وزيادة الوعي بالمرض، وتحسين فرص التشخيص والعلاج لملايين المرضى الذين ظلوا دون رعاية مناسبة لسنوات طويلة، والذين طالما عانوا في صمت.